Deutsch

تصفية المياه

تهدد مهنة النساء في الدويرة

سارة حطيط ورونالد بدنارز

بلح البحر...مصدر رزق النساء في الدويرة

“ليس لدينا أي وظيفة في البلدة… بل نعمل لحسابنا الخاص، دون مساعدة من أحد”، بهذه العبارة تصف نساء منطقة الدويرة، جنوب اكادير المغربية وضعهن في البلدة.

إنهن قرويات يعملن في الضيعة في جمع بلح البحر، وهو نوع من أنواع الحيوانات الصدفية البحرية، حيث يصنّف من المحاريات، ويعيش داخل البحار والمحيطات في المناطق المعتدلة والحارّة وفي البحيرات الضحلة في الغالب. تبدأ رحلتهن اليومية الى البحر منذ السابعة صباحا، إذ تستغرق حوالي 20 دقيقة سيرا على الأقدام قبل الوصول الى الشاطئ. تبقى النساء متكاتفات طوال هذه المشقة، ويساندن بعضهن البعض دون تردد. كما لا يردعهن البحر الهائج عن مزاولة مهنتهن الوحيدة.

“نحن قرويات…

نحن كل شيء في الضيعة”

ويعدّ عمل هؤلاء النساء، كعرف بين المجتمع المحلي. إذ، يقمن بجمع بلح البحار٬ في حين يقتصر دور الرجال على ركوب الأمواج وصيد الأسماك.

وبالرغم من إنتمائهن الى بيئة تقليدية ومحافظة، إلا أن عملهن ساهم في كسر الصورة النمطية للمرأة القروية في الدويرة. وبالنسبة لهؤلاء العاملات، يشكل عملهن مصدر رزقهن٬ ولا يفكرن في التخلي عنه.

“نحن قرويات، نحن كل شيء في الضيعة”، تقول ميلودي رحيل، واحدة من النساء العاملات قبل البدء في وضع بلح البحر داخل حوض المياه. كما تقول دون تردد: “لم ولن أترك الدويرة.. إلا أنني أريد الحصول على وظيفة تضمن الاستقرار لي ولأسرتي”.

فاطمة رحيل، هي من إحدى النساء اللواتي يعملن في جمع بلح البحر من على شواطئ منطقة الدويرة في المغرب. وهذه المهنة هي مصدر رزقها الوحيد. إذ، تمجمع ما يقارب 3 كيلوغرامات من بلح البحر مقابل الحصول على 5 يورو يوميا.  إلا أن مع إنشاء معامل تصفية المياه، على مقربة من منطقة الدويرة، سيكون عمل فاطمة (30 عاما) مهددا بالخطر.

أكبر معامل تصفية المياه في الدويرة

سيتم تأمين مياه الشرب لسكان أكادير و80% من الفلاحين

على بعد ٥٠٠ متر من منطقة الدويرة، سوف يتم انشاء محطة تحلية مياه البحر، والتي ستكون اكبر محطة في منطقة اكادير وفق ما اكدته المسؤولة في مكتب كيس نورالدين، المعني في انشاء هذه المحطة.

الدويرة هي قرية مغربية توجد في جنوب مدينة أكادير في منطقة سوس ماسة درعة تبعد عن مركز اكادير بحوالي 45 كلم وإلى جنوب مطلة على المحيط الأطلسي.

ويتخوف اهالي المنطقة مما قد تسبب هذه المعامل من مخاطر على الاسماك البحرية. إلا أن المسؤلين المحليين يؤكدون أن بعد دراسة متأنية واجراء فحوصات بحثية تم التوصل الى ان هذه المعامل ستكون مفيدة للسكان، ولا تضر بالحيوانات المائية كما ستوفر مياه الشرب الى اكبر نسبة من السكان، بالاضافة الى تأمين مياه الري الى ٨٠٪ من المزارعين في المنطقة.

ميلودي، 60 عاما.

أعمل في جمع بلح البحر منذ أن كنت في سن الخامسة من العمر.

ولكن،عندما يدخل لهيب النيران الى عيني … أشعر بالألم الشديد.

رقية، 44 عاما.

أحب عملي، ومنطقتي لكنني أتمنى الحصول على وظيفة ثابتة داخل مؤسسة ما.

فاطمة، 56 عاما.

لدي 3 أولاد، وأحلم بأن يكون لدي عمل مستقر داخل شركة معينة.

رقية، 60 عاما.

لا يمكنني إرسال أولادي الى المدرسة، وبسبب عدم وجود الأموال الكافية لمصاريفهم.

أتمنى لو أرى أولادي في المدرسة كباقي الأطفال.

نعيمة، 35 عاما.

أنزل يوميا الى البحر من أجل جمع بلح البحر… لكنني أحلم بأن أصبح يوما ما معلمة في اللغة العربية.