في كل زاوية من زوايا المغرب٬ وبعد يوم طويل من الاستمتاع بالأكل الشعبي المغربي والتسوق والمشي في المدن القديمة الملونة٬ لابد من الاسترخاء قليلا.
ولحسن الحظ٬ في المغرب أفضل طرق الاسترخاء٬ من بينها الحمام المغربي٬ الذي يعتبر واحداً من الطرق الأكثر شعبية والتقليدية للاسترخاء٬ فزيارته من الطقوس الأسبوعية لكثيرٍ من السكان المحليين والسياح.
95% من المغاربة يزورون الحمام بانتظام
يرجع الحمام الشعبي المغربي إلى العصور القديمة. لكن في الوقت الذي فقد فيه الحمام أهميتة في تركيا وفي معظم الدول العربية ، لا يزال 95 بالمئة من المغاربة يرتادون 12 ألف حمام تقليدي بشكل دوري.
تحاول المنظمات غير الحكومية التصدي لقطع أشجار الغابات عن طريق دعم مشغلي الحمامات التقليدية مالياً٬ للانتقال من استخدام مواقد حرق الأخشاب إلى مواد أخرى مثل النفايات العضوية وثفل الزيتون٬ أو التسخين بواسطة الألواح الشمسية التي تؤدي المهمة بنفس الكفاءة٬ لكن بتكلفة مادية وبيئية أقل بكثير من الطريقة التقليدية.
الحمّامات تسبب 9 في المائة من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في المغرب
وعلى الرغم من استهلاك كمية أقل من أخشاب الأشجار٬ تتسبب النفايات العضوية بانبعاث كمية من الكربون تمامًا كما الأخشاب (390 جرامًا من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلوواط/ ساعة). إضافة إلى تحويل ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي إلى أكسجين.
وحتى من ناحية العمل في الفرن والتسخين٬ فإن حرق الخشب يشكل خطراً صحياً على عمال الحمامات المكلفين بوضع قطع الخشب في المواقد التقليدية لهذه المنشآت٬ التي يطلق عليها المغاربة “الفرناتشي”. لذا يبدو عبد العاطي٬ 31عاما٬ راضياً عن الآلية الجديدة المتبعة في وظيفته كـ “فرناتشي”:
دأب الكثيرون في المغرب على الذهاب للحمام مرة أو مرتين في الأسبوع للاستحمام، والتخلص من متاعب الجسد طيلة الأسبوع، وطلبا للاسترخاء. وقد يفضّل رواد الحمامات من الطبقة الوسطى الذهاب لحمام لم يعد النقش التقليدي على الجدران فيه شرطاً. تدير حنان خيبو أحد هذه الحمامات الذي يجمع بين الطابع العملي للحمام التقليدي المغربي مع جماليات تجربة ال”سبا” الفرنسية. وهذا يفسر قدرة خيبو على التسخين باستخدام الغاز.
يسبب الغاز انبعاث نصف كمية الكربون مقارنة بالأخشاب أو النفايات العضوية وثفل الزيتون عند حرقها – أي 200 جرام لكل كيلو واط / ساعة. لكن هناك مشكلة واحدة تتمثل في السعر: أنبوبة غاز واحدة تستمر لمدة تكفي لثمانية أوعشرة زبائن فقط. تقول خيبو”لا يمكن للحمامات التقليدية أن تتحمل تكلفة التسخين باستخدام الغاز إذا دفع زبائنها أقل من يورو واحد” . بينما يدفع زبائن خيبو ما لا يقل عن عشرة أو عشرين يورو للحصول على برنامج استرخاء.
ستحتاج الحمامات التقليدية إلى كمية أقل من الخشب أو الغاز أو النفايات العضوية٬ في حال تمكنت من تقليل استهلاكها للمياه وهو الأهم٬ إذ يستهلك كل حمام ما يقارب 30 ألف لتر من المياه يوميا. لكن المشكلة الحقيقية تكمن في نقص الوعي حول استخدام المياه والتبذير في استهلاكها.